نكمل اليوم ماقد بدأته في سرد مختصر –نوعاً ما- لتاريخ (Microsoft SQL Server). يمكنك قراءة الجزء الأول (هنا).

 

اكتمل بناء إصدارة “شيلوه” (Shiloh)، حيث أطلقتها مايكروسوفت في شهر أغسطس من عام 2000م باسم  SQL Server 2000والذي يعد الإصدار الثامن لنظام إدارة قواعد البيانات SQL Server.

برأيي أن هذا الإصدار (SQL Server 2000)، يعد أول تواجد جدي لمايكروسوفت في سوق أنظمة إدارة قواعد البيانات للشركات (Enterprise). حيث ركزت فيه على أمور مثل قابلية التوسع (scalability) والإعتمادية (reliability). خاصة بعدما طرحت نسخة (Edition) داعمة لتقنية 64-بت (64-bits) من هذه الإصدارة في عام 2003م (كانت تحمل الاسم البرمجي ” Liberty”).

وفي عامي 2001م و 2002م، أصدرت مايكروسوفت تحديثات (updates) منفصلة للإصدار الثامن (SQL Server 2000) ركزت على دعم التعامل مع “لغة التوصيف الموسعة” XML أو (Extensible Markup Language).

تنبهت مايكروسوفت بأن سوق أنظمة إدارة البيانات كبير والتنافس عليه شديد، وأنها لو استمرت  بالتطوير حسب الوتيرة السابقة ربما لم تجني منه (السوق) سوى قطعة كعك صغيرة بعد أن ظفرت شركات أخرى بقطع كبيرة وضخمة مثل: أوراكل (Oracle) و “آي بي إم” (IBM).

لذا بدأ فريق مطوري SQL Server بالعمل على نظام جديد وقوي يمكن مايكروسوفت من دخول معترك ذاك السوق بقوة، فكان أن أمضى الفريق خمس سنوات من العمل الجاد على تطوير إصدار جديد حمل الاسم البرمجي (code name) “يوكون” (Yukon) ، والذي أطلقته مايكروسوفت في الربع الأخير من عام 2005م (7 نوفمبر 2005م) تحت الاسم (SQL Server 2005) والذي يعد الإصدار التاسع من SQL Server.

عد هذا الإصدار نواة أساسية لمنتجات أخرى تعتمد عليه مثل: Share Point، Performance Point، وعائلة منتجات System Center وغيرها.

كما عد هذا الإصدار بداية حقيقة لمقارعة شركة أوراكل (Oracle) في سوق أنظمة قواعد البيانات، خاصة بعد أن عملت مايكروسوفت على تعزيز الدعم للأعمال الذكية  -البعض يسميها استخبارات الأعمال- (Business Intelligence)، والتي تشمل: خدمات التكامل (SQL Server Integration Services)  وتعرف اختصاراً بـ (SSIS)، خدمات تحليل البيانات (SQL Server Analysis Services)  وتعرف اختصاراً بـ (SSAS)، وخدمات التقارير (SQL Server Reporting Services)  وتعرف اختصاراً بـ (SSRS).

تلك المكونات (components) الثلاث السابقة مع خدمات الإشعار (Notification Services)  وخدمة الوساطة (Service Broker) جعلت من SQL Server ليس مجرد محرك لقواعد البيانات (Database Engine)، بل أصبغت عليه عنصر جذب للشركات التي بدأت التفكير في الاستفاده من دعمه المعزز للأعمال الذكية (Business Intelligence).

وللعلم فإن النقلة التي أحدثتها مايكروسوفت من الإصدار الثامن (SQL Server 2000) إلى الإصدار التاسع (SQL Server 2005) تعد بحق أكبر نقلة حدثت إلى الآن.

في أبريل من عام 2008م، أعلنت مايكروسوفت عن إيقاف الدعم (support) للإصدار الثامن (SQL Server 2000).

وفي أغسطس من عام 2008م، أطلقت مايكروسوفت الإصدار العاشر (SQL Server 2008) والذي كان يحمل الاسم البرمجي (code name) “كاتماي” (Katmai). والذي ركزت فيه على جانب إدارة قواعد البيانات ومن جانب آخر على تعزيز الدعم للأعمال الذكية (Business Intelligence).

ويتوقع إطلاق الإصدارة رقم 10.5 أو ماتعارف عليه الإصدار الثاني من (SQL Server 2008) والذي يعرف بـ (SQL Server 2008 R2) والذي يحمل الاسم البرمجي (code name) “كيليمنجارو” (Kilimanjaro) في شهر مايو من العام الحالي (2010م)*. حيث ستوفر هذه الإصدارة المزيد من الدعم للأعمال الذكية (Business Intelligence) ومميزات جديدة في الإدارة والتقارير (reports) وتعزيز أكثر لمفهوم الكفاءة (efficiency).

والمتابع للتطور الذي حدث منذ الإصدار التاسع (SQL Server 2005) إلى اليوم، يعلم أن القادم أجمل!

إلى اللقاء!

*: سيكون هناك إطلاق للإصدارة رقم 10.5 (SQL Server 2008 R2) في يوم 21 أبريل 2010م خلال النسخة الأوروبية من مؤتمر SQL PASS في ألمانيا.



2 تعليقان لـ “نظام مايكروسوفت لإدارة قواعد البيانات العلائقية (SQL Server)، كيف بدأ وإلى أين وصل؟ – الجزء الثاني”

  1. يقول سعيد باسلم:

    موضوع اكثر من رائع و جهد تشكر علية
    قمت بزيارة مدونتك عن طريق الصدفة google وجاري اضافتها الى المفضلة

  2. شكراً لك ويسعدني ذلك!